|
نشرت صحيفة ميتروبول التي تصدر
في سويسرا باللغة الألمانية ويوزع منها مجانا 160 الف نسخة
يوميا، تعليقاً سياسياً في عددها الصادر صباح الثلاثاء
12/2/ 2002، وذلك تحت عنوان "نبأ جيد من الشرق الأوسط"
للكاتب السويسري دانييل كانزفريد، الحائز من جمعية
الصحافيين في زيورخ على جائزة أحسن عمل صحافي مكتوب لعام
1999 تحدث فيه عن رفض جنود الأحتياط الأسرائيليين الخدمة
في الأراضي المحتلة. هنا نص المقال مترجماً عن اللغة
الألمانية. تجدر الأشارة الى أن صحيفة ميتروبول تظهر في
21 طبعة مختلفة، وذلك في 15 بلداً وفي 13 لغة ويقرأها 9
ملايين قارئ يومياً وهي خامس أكبر جريدة في العالم وفقا
للمعلومات الواردة في موقعها على الشبكة الدولية وتصدر في
سويسرا باللغة الألمانية منذ أيلول عام 2000
نبأ جيد من الشرق الأوسط بقلم: دانييل كانزفريد(Daniel
Ganzfried) ترجمة: جواد الساعدي
بضعة عشرات من
جنود الإحتياط في الجيش الإسرائيلي إمتنعوا مؤخراً عن إداء
الخدمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. هؤلاء الجنود لا
يريدون أن يطلقوا الرصاص على الأطفال أو تكسير عظامهم، ولا
يريدون إحتجاز النساء الحوامل على حواجزهم وإجبارهن بقوة
البنادق أن يضعن مواليدهن في الحفر المحيطة بها، كما لا
يريدون تجريف أشجار الزيتون المعمرة أو تفجير البيوت
الفلسطينية على رؤوس ساكنيها، أو الإشتراك بقصف
المستشفيات، إنهم ببساطة لا يريدون الإستمرار في إطاعة
الأوامر الإجرامية لقيادة الجيش الإسرائيلي. لا شيء
نعرف عن أحزاب هؤلاء، هل ينتخبون اليسار، اليمين، أم
الوسط؟ هل يذهبون في أيام السبت إلى المعابد أم إلى
الشواطىء؟ نظن أنهم رجال متوسطو الأعمار، ربما بينهم
خبراء زراعيون، أطباء، سائقو شاحنات، بنّاؤون أو
ميكانيكيون. ويبدو أنه لا يوجد لديهم حتى الآن زعيم محدد
ولا شيء معروف عن أجندتهم السياسية. رئيس الأركان شاؤول
موفاز مازال يتجادل مع الزعيم السياسي للبلاد فيما إذا كان
من الأفضل الصمت أو إتخاذ إجراءات قاسية بحقهم. ربما لم
يفكر هؤلاء الإحتياطيون إلا بالإقتصاد الإسرائيلي الذي
تلحق به الحرب دائماً أضراراً بالغة، وإن جزءاً من مصادر
ثروتهم يستخدم في قمع شعب آخر، وربما إعتقدوا أيضاً أن من
الأحسن لشبانهم أن يقوموا بشيءٍ أفضل من خدمة عسكرية مشينة
ضد شبان آخرين. وقد يعتقد هؤلاء ان السياسة السائدة
ستؤدي، إذا لم تتوقف، إلى أضرار إجتماعية شاملة، وإن
إستمرار هذه السياسة لا يمكن ان يكون بدون إقامة
ديكتاتورية سياسية. وربما هم يتحركون بدافع الخوف على
مكاسبهم الديمقراطية أكثر مما يتحركون بدافع التضامن مع
الشعب الفلسطيني، ولكن إمتناعهم عن الخدمة يشير بكل
الأحوال إلى الإسرائيليين كما إلى الفلسطينيين بأن الأفراد
يمكنهم أيضاً تحمّل مسؤولياتهم، وإنه حتى في إطار القبضة
الحديدية، التي تجعل من الطرفين أسرى لهذه الحرب، يمكن أن
تحيا الحرية وتستمر. هؤلاء الجنود الإحتياط الرافضون
للخدمة سوف لا ترشحهم بالتأكيد المنظمات اليهودية لنيل
جائزة نوبل، وسوف لن يمنحهم وزير الخارجية شمعون بيريز
جائزته التي حصل عليها عام 1996. الأمر سيان، لكنهم
سيكونون أول الأبطال بين الإسرائيليين في السلام المقبل.
AL-QUDS
Al-Arabi Volume 13- Issue 3969 Tuesday 19 February 2002
|
|
|